سورة الحاقة - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحاقة)


        


{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)}
{فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} مرتفعة المكان لأنها في السماء فنسبة العلو إليها حقيقة ويجوز أن تكون مجازًا وهي حقيقة لدرجاتها وما فيها من بناء ونحوه أو يكون هناك مضاف محذوف أي عالية درجاتها أو بناؤها أو أشجارها وفي البحر عالية مكانًا وقدرًا ولا يخفى ما في استعمال العلو فيهما من الكلام.


{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)}
{قُطُوفُهَا} جمع قطف بكسر القاف وهو ما يجتنى من الثمر زاد بعضهم بسرعة وكأن ذلك لأنها من شأن القطف بفتح القاف وهو مصدر قطف ولم يجعلوا قطوفها جمعًا له لأن المصدر لا يطرد جمعه ولقوله تعالى: {دَانِيَةٌ} أي قريبة يتناول الرجل منها وهو قائم كما قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه وقال بعضهم يدركها القائم والقاعد والمضطجع بفيه من شجرتها وعليه يجوز أن يكون مراد البراء التمثيل وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه قال دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك وفسر الدنو عليه بسهولة التناول.


{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)}
{كُلُواْ واشربوا} باضمار القول أي يقال فيها ذلك وجمع الضمير رعاية للمعنى {هَنِيئًَا} صفة لمحذوف وقع مفعولًا به والأصل أكلًا وشربًا هنيئًا أي غير منغصين فحذف المفعول به وأقيمت صفته مقامه وصح جعله صفة لذلك مع تعدده لأن فعيلًا يستوي فيه الواحد فما فوقه وجعل بعضهم المحذوف مصدرًا وكذا صفته أعني هنيئًا ووجه عدم تثنيته بأن المصدر يتناول المثنى أيضًا فلا تغفل وجوز أن يكون نصبًا على المصدرية لفعل من لفظه وفعيل من صيغ المصادر كما أنه من صيغ الصفات أي هنئتم هنيئًا والجملة في موضع الحال والكلام في مثلها مشهور {ا أَسْلَفْتُمْ} قابلة ما قدمتم من الأعمال الصالحة {فِى الايام الخالية} أي الماضية وهي أيام الدنيا وقيل أي الخالية من اللذائذ أي الحقيقية وهي أيام الدنيا أيضًا وقيل أي التي أخليتموها من الشهوات النفسانية وحمل عليه ما روى عن مجاهد وابن جبير ووكيع من تفسير هذه الأيام بأيام الصيام وأخرج ابن المنذر عن يعقوب الحنفي قال بلغني أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم وخمصت بطونكم فكونوا اليوم في نعيمكم وكلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية والظاهر إن ما على تفسير الأيام الخالية بأيام الصيام غير محمولة على العموم والعموم في الآية هو الظاهر.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11